أسـواق وإرهـاب
قبل أربعة أعوام كنا نسطر الزوايا ونكتب الحكايا عن آلام الناس, لم تجف أحبار أقلامنا يوماً ولم نرفع الرايات البيضاء ونستكين .. كنا حال الناس وضميرهم.. واليوم ومنذ بدأت نار الإرهاب تطول بلدنا وأعلنت الحرب على البشر والشجر والحجر ..
نقولها بصراحة قد يستغربها البعض إننا كنا في نعيم قياساً بهذه الأيام, وهنا لن نتحدث عن الحب والأمان, ولن نكتب عن بعض الأمور التي قد يعدها البعض فذلكة أو ترفاً لا يهم أحداً.. بل سنرفع الصوت للحديث عن أزمة لهيبها طال الجميع وهي أزمة الأخلاق التي أصابت البعض, لذلك أطلقنا عليهم فيما مضى إرهابيي الاقتصاد والأسواق الذين تحالفوا مع الإرهاب فتحكموا برقاب الناس ونهبوا جيوبهم غير عابئين بأولاد بلدهم وكيف سيعيشون؟
إرهابيو الحرب ومجرموها قطعوا الطرقات حتى لا تصل المنتجات الزراعية إلى الناس, بل منعوا الفلاحين من حصاد محصولهم فكانت أن ارتفعت الأسعار تحت ضغط العرض والطلب ومع هؤلاء تحالف بعض التجار الذين كدسوا الأموال على حساب أناس أصابهم الفقر فأصبحوا بين نارين: نار الإرهاب ونار تاجر جشع لا يرحم، أما مسؤولونا الذين يتأففون مما نكتب ونقول، فدعونا وبصراحة نسألهم عن أي قرارات وتوجيهات لمكافحة الغلاء تتحدثون إن كنا ننام على سعر ونستيقظ على سعر أعلى ؟!
وأين دور مديريات التجارة الداخلية لوضع حد لاستغلال حاجة الناس والوقوف في وجه الفاسدين والمحتكرين؟
كل سنوات الحرب لم نسمع بفاسد كبير تمت محاكمته علناً! أليس ما نعيشه يقتضي الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التلاعب بلقمة الناس؟
نعلم بأن الصعوبات كبيرة والإمكانات محدودة ولكن الرقابة على الأسعار غائبة تماماً وليس هناك من يحاسب، وحتى الرقابة على الأغذية وصلاحيتها وسلامتها في خبر كان.. فأين أنتم إذاً.. ولمن يسلم المواطن أمره؟
ما يحدث حالياً من فلتان سعري وتجاوزات في سلامة الأغذية أصبح لا يطاق خاصة مع انتشار أمراض من هنا وهناك فرضتها الحرب وضعاف النفوس.. ما نحتاجه فعلياً النيل من كل فاسد ومحتكر ومستغل.. ما نحتاجه أفعال وليس أقوالاً.
تشرين-سناء يعقوب
.
.