الرئيسية / نبض الشارع / أطفالنا.. والعاصفة

أطفالنا.. والعاصفة

 أطفالنا.. والعاصفة

لى مدار أربعة أعوام هي عمر الأزمة في سورية، مفاهيم كثيرة تغيرت، ومصطلحات أكثر تخلخلت، فانقلب الحق باطلا في حرب لم يشهد العالم لها مثيلا… حرب كان الأطفال وقوداً لها، فكلما استعرت نارها ازداد حزنهم وبؤسهم وتشردهم،
وأضحوا وجوها دائمة على شاشات التلفزة التي استغلت مآسيهم في أخبارها وتقاريرها التي لا تسمن ولا تغني من جوع أمام صمت من يدعون العمل في المجال الإنساني وفي مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان من أشخاص ومنظمات كان أكثر ما عملت على تقديمه أمام العاصفة التي تمر على أطفالنا مجرد إحصاءات وأرقام ومعطيات في تقارير كان الهدف منها في معظم الأحيان التشويه وطمس حقيقة ما يجري على ارض الواقع.. كالتقرير الذي جاء ليحذر من ضياع جيل كامل من أطفال سورية،وقد تناسى معدوه بقصد أو من دون قصد الإنجازات التي حققتها سورية في مجال الطفولة، وكانت ستصل من خلالها لتحقيق أهداف الألفية في وقت لا تزال فيه دول إقليمية كثيرة لا تعرف عن هذه الأهداف شيئا، أو التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية التي تحدثت عن انتشار الأوبئة وأغفلت الإشارة إلى أن سورية تعد من الدول القلائل التي تخلصت من الأمراض ولاسيما الحصبة وشلل الأطفال الذي عاود الكرة في هذه الظروف التي رغم صعوبتها فإن ملائكة الرحمة تدق الأبواب لتقدم اللقاح لكل طفل محتاج له..
لكن وللحق فإن تلك التقارير وغيرها لم تنس ان تتحدث عما أصاب أطفالنا من أزمات نفسية واجتماعية من جراء الأحداث الراهنة واضطرارهم للعمل في دول استكثرت عليهم حتى الخيم وتركتهم عرضة للبرد والحر والاستغلال والبيع، ولكنه حديث جاء لرفع العتب لم يحمل في معظم الأحيان بين طياته أي تحرك لمساعدة أطفالنا الذين لا يحتاجون للعطف والشفقة بل لإعداد خطط واستراتيجيات داخليا بالتشاركية والتعاون بين الأهل والمربين والمؤسسات والهيئات ذات الصلة وتكون بإشراف فرق متخصصة نفسياً وصحياً واجتماعياً وقانونياً، أما خارجياً فتكون بالتوجه للمحاكم الدولية ورفع دعاوى أمامها لتعرية أفعال وأعمال من يتاجرون بدماء وأرواح أطفالنا، ومحاسبتهم عما اقترفته أيديهم بحق أطفال سورية الذين كبروا قبل الأوان ودخلوا في أتون معركة تحدوا فيها قوى الشر والإرهاب والكفرة الظلاميين، وكان سلاحهم في تلك المعركة القلم والدفتر.

 

صحيفة تشرين-الهام العطار

.

.

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

نبض الشارع-نبض المجتمع

الصمت أو الترجل !!

فوضى الأسعار وقفزاتها البهلوانية أفقدت الناس نظرهم بوهجها الحارق الذي غطى موجات الحر غير المسبوقة في هذه الأيام من السنة نتيجة اشتعال الدولار الذي يحرق الأخضر واليابس ويكسر كل الحسابات ويقلب الطاولة على كل السياسات الاقتصادية المتبعة ماذا يحدث، وكيف حدث ذلك؟؟