أين المحاسبة للمقصرين؟
مساحة التفاؤل التي دفعتنا للقول: إن شيئاً مغايراً لطريقة التعامل مع مشاركاتنا الرياضية الخارجية، حين طلب المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام تبيان الأسباب التي دعت لإخفاق لاعبينا في دورة الألعاب الآسيوية السابعة عشرة التي جرت في مدينة آينشيون الكورية الجنوبية سرعان ما أعادت للأذهان الطريقة التقليدية في التعامل مع النتائج السيئة، والمحاولة المتكررة بالابتعاد عن جوهر الحقيقة من خلال الهروب بحكم تساقط الزمن كي ينسى الناس، وتالياً يتلاشى الحديث عن الإخفاق، ويتناسى الجميع الإخفاقات، وعلى مبدأ (يا دار ما دخلك شر).
مهلاً أيها السادة: الوقوف على حقيقة الواقع، وتقييم العمل هما من الأسس السليمة التي تقود إلى تجاوز الأخطاء، فهل فعل المعنيون ذلك؟ وهل تمت محاسبة من تسبب بالإساءة لسمعة الرياضة السورية، حين تم استبعاده من المنافسات الرياضية لارتكابه مخالفات بشعة في حقه الشخصي كلاعب كما حدث في منافسات الكاراتيه، قبل أن تكون بحق من يمثله.
مشاركتنا في الدورة الآسيوية كانت بثلاثين لاعباً ولاعبة من خلال عشر ألعاب، لم يتمكن الكثير منهم من تحقيق حتى أرقامهم الشخصية، وفي ذلك مصيبة وخلل كبير، لأن القمة التي ينبغي لأي لاعب أو لاعبة أن يصل لها تتمثل في البطولة أو أي منافسة يخوضها، وتالياً حين يخفق في ذلك، هذا يعني أن هناك خللاً كبيراً يتحمله جميع الأطراف المشاركة من لاعبين ومدربين وإداريين و مشرفين، ولذلك وجبت المحاسبة على المستويات كلها.
وليدرك من حاول في الآونة الأخيرة تبرير هذا الإخفاق بالهروب نحو القول: إن مشاركتنا على الدوام لم تكن بالباهرة في الدورات السابقة، إن مشاركاتنا الآسيوية الثمانية التي انطلقت في بانكوك عام 1978 حققت أفضل نتائج لها في دورة الألعاب الآسيوية في هيروشيما عام 1994 من خلال الظفر بسبع ميداليات ثلاث منها من المعدن البراق الذهب، ومثلها من الفضة وبرونزية وحيدة، أي إن مشاركاتنا السابقة كانت فاعلة وليس كما يحاولون الترويج له.
ومع هذا الواقع والتجاهل في المحاسبة، لابد من إعادة النظر في طريقة التعامل مع المشاركات الخارجية على أسس علمية، ووفق رؤية هدفها التطوير والتطلع للتمثيل المشرف بغية رفع علم الوطن خفاقاً في ساحات المنافسة الرياضية أينما كانت، وبالمحصلة علينا كما قال القائد الخالد حافظ الأسد تحقيق المعادلة التالية: (وكما نجحنا في معارك العزة والفخار علينا النجاح في معركة الرياضة).
من جديد نطالب بمحاسبة المقصرين كل حسب عمله ومكانه ومن دون ذلك لا يمكن لعملنا الرياضي أن يرتقي لمستوى الطموحات والأماني.
صحيفة تشرين – أيمن فلحوط
.
.