الشبكة الوطنية السورية شبكة,اخبارية,وطنية,اعلامية,ثقافية,اجتماعية,سورية,سوريا
إرتفاع الأسعار
ارتفاع الأسعار صار شكوى اعتيادية من المواطنين بكافة شرائحهم ولا تكاد تخلو جلسة اجتماعية إلا ويكون الحديث عن الغلاء والكهرباء ضيفين أساسيين فيها، مرة من باب التندر للتخفيف من المعاناة، ومرات للشكوى من أساليب الباعة والتجار والاستغلال والاحتكار والغش، وغياب المحاسبة الحقيقية أو حتى الدخول في صلب المشكلة.
ويجد المواطن الذي لا حول له ولا قوة دائماً ملاذه في مؤسسات التدخل الإيجابي يستطيع أن يوازن ولو بشكل خفيف بين إيراداته ومصاريفه.
لكن مؤسسات التدخل الإيجابي وبأسلوب لا يقنع حتى الأغبياء قررت رفع أسعارها بذريعة واهية أو لنقل بطريقة لا تليق بها كمؤسسة عامة أطلقت على نفسها اسم التدخل الإيجابي والتي سوقت نفسها على أنها نصيرة المواطنين عامة وذوي الدخل المحدود تحديداً، وذريعتها هي منع التجار من استغلال فرق السعر بين ما يتم بيعه في منافذ هذه المؤسسات وبين ما يبيعه التجار حسبما كشفته مصادر مسؤولة في وزارة التجارة الداخلية وهذا ينسحب على المؤسسة العامة الاستهلاكية ومؤسسة الخزن والتسويق لتطول جميع المنتجات من لحوم وأسماك وبقوليات وخضراوات وفواكه.. إلخ.
حجة ضعيفة جداً وغير مقنعة إذا كانت مؤسسات التدخل الإيجابي أنشئت لمصلحة المواطن والبيع فيها بشكل إفرادي وبكميات بسيطة فليقنعنا إذاً القائمون على هذه المؤسسات كيف تصل المواد والسلع إلى مخازن التجار ليبيعوها بأسعار عالية؟
رائحة الفساد من حجة كهذه تزكم الأنوف وبادية للعيان ولا تحتاج إلى تفسير، مؤسسات التدخل الإيجابي ليست حديثة العهد وتجربتها في تلبية احتياجات المواطنين قديمة جداً.. وفيما مضى كنا نسمع أن التجار يحصلون على بعض السلع والمنتجات من بعض هذه المؤسسات بطرق ملتوية دون أن نسمع أنه تم (الضرب بيد من حديد) على كل من سولت وتسول له نفسه العبث واستغلال هذه الجهة الرسمية واستغلال المواطن.
إذاً، المشكلة قائمة منذ زمن طويل ولم تجد الجهات المعنية حلاً لها!! أما أن تجاهر وزارة التجارة الداخلية بهذا الأمر لتمنع استغلال التجار وسرقة السلع والمواد منها لمصلحة التجار فهو أمر يبيح للتاجر رفع سعره أولاً والإمعان في السرقة و«على عينك يا تاجر» ولتتحول هذه المؤسسات رسمياً وبإقرار واضح إلى مؤسسات للتدخل السلبي جداً.
تشرين – ندى الزركي
.
.
