الشرف بين تناكح الحمير والخازوق التركي
في احدى الدول العربية ( لاارغب بذكر اسمها احتراما لاصدقائنا في تلك الدولة) ثمة قبيلتان متناحرتان- كالعادة – تعيشان بجوار بعض غصبا عنهما وكل منهما تتمنى لو ان مصيبة قضت على جيرانهم ليستولوا على ارضهم.
حمار عادي ابو اربع رجيلن واذنين طويلتتين وليس حمار بشري على قدمين تجاوز حدود ارض القبيلة الى الطرف الاخر وصادف هناك حمارة جميلة الهبت خياله وعواطفه فنكحها اسوة بما يفعله (المجاهدون )، وراح يقضم العشب الطري مع محبوبته دون ان يدري المسكين انه تجاوز حدود قبيلتين متناحرتين، حضرته كان مفكر حالو في الاتحاد الاوربي.
وسرعان ماانتشر خبر نكح حمار ابو فلان لحمارة ابو علتان في عقر دارها. فضربت النخوة العربية في رأس ابو علتان واقسم بالانتقام لشرفه المهدور، ولوووووو اليس هو من احفاد من قال الشاعر بهم: لايسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم؟
حضرته حمل مسدسه وركض باتجاه (الحدود) بين القبيلتين، وكم كان غضبه كبيرا عندما رأى الحمار (الزاني) وهو يتمسح بحمارته – العذراء سابقا – فلم تحتمل اعصابه الاهانة فقام باطلاق النار على الحمار المعتدي على الارض والعرض وارداه قتيلا.
وسرعان ما انتشر خبر اغتيال ابو علتان لحمار ابو فلان وهو بضيافته، فضربت النخوة العربية برأسه وحمل سلاحه واتجه نحو الحقل ليجد حماره مضرجا بدمه. فما كان منه الا ان اطلق النار على جاره فقتله ثأرا لحماره. فتجمع بعض افراد القبيلة على صوت الرصاص فوجدوا ابنهم مقتولا والقاتل مازال في المكان، فما كان منهم الا ان تكاثروا عليه وقتلوه بالمعاول قتلة منكرة. وجاءت النجدات من الطرفين وحصل اشتباك بين القبيلتين راح ضحيتها على ما اذكر 17 قتيلا.
ولك يا جماعة، مشان الله ومحمد وابو هريرة والبخاري!
مشان قحطان وعدنان وغسان وجربان وفطسان!
هل يمت هؤلاء الناس الى الاسلام بصلة؟
هل يمتون للعروبة بصلة؟ بل هل يمتون لبني البشر بصلة؟
ومع ذلك فهم يدخلون في تعداد سكان تلك الدولة، ويدخلون في التعداد العام للمسلمين كأنفس كاملة الحقوق علما بانهم اثبتوا ان الحمار يساوي 17 رجلا منهم او 34 امراة على اساس ان شهادة رجل بامراتين. ولك شو هل شرف يللي تدنس من اجل نكح حمارة؟ ومتى اصبحت الحمارة شرفا ؟ !
هذه القصة جرت عام 2012، فماذا يجري اليوم في دولة عربية اخرى يحلوا لها ان تسمي نفسها بام الدنيا؟ ماذا يجري في اسوان؟
24 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا في اشتباك بين قبيلتين والسبب هو اهانة شرف القبيلة بكتابات على جدران المدرسة.
يأخذني العجب وانا اسمع اخبار الشرف والمعارك التي نخوضها ضد بعضنا ونقتل بعضنا من اجله واتعجب كيف صمت المدافعون عن الشرف 400 سنة فوق خوازيق العثمانيين الذين كانوا يخوزقون كل من ينبس بكلمة لاتعجب آل عثمان. اين كانت نخوة وشهامة وشرف العرب لمدة 400 سنة ولماذا استيقظت الان بابشع اشكالها ؟ !
والاعجب من ذلك كله هو جهاد (ثورانا) لاعادة بلادنا وعبادنا الى عهد خوازيق بني عثمان باسم الحرية.
تبا لك ايتها الحرية التي لم نعرف اصلك بعد، تبا لك ايتها العروبة التي لم تنجحي بتذويبنا في بوتقتك وجعلنا شعبا واحدا بعد، وتبا لكم ايها الشيوخ الذين لم تنجحوا حتى الان
باقناع العرب بانه لايجوز ازهاق روح من اجل فرج. !!!
ودق المهباش يا سويلم.
محمد بوداي
كاتب وباحث سوري
.
.