المازوت وأخواته..
حال المواطن السوري وسؤاله الدائم: ماذا عن شتاء من دون غاز ومازوت وغياب للكهرباء في ظل برد ينخر العظام والجيوب؟! وكيف نؤمن الدفء لصغار لا يدركون معنى أن أزماتنا لا تنتهي وأن الحلول غائبة في ظل كلام للمعنيين عن توفر مادتي الغاز والمازوت وأن الأمور على ما يرام!طبعاً.. إلا اذا كان قصدهم الثياب الصوفية و«الأغطية» التي أصبحت الحل الوحيد للحصول على قليل من الدفء.
منذ أيام التقيت سيدة تجر أمامها عربة تحتوي اسطوانة غاز وتقول إنها على هذه الحالة منذ اسبوع وتسأل من يرشدها إلى واسطة تستطيع من خلالها أيضاً تعبئة بضعة ليترات من المازوت بسعره النظامي.. كلام هذه السيدة يثير الشجون ولكن حالها حال الآلاف من العائلات التي تبحث عن قليل من الدفء.
لا شك أن أزمة المازوت تتفاعل والسكوت لم يعد مجدياً والتصريحات النارية التي تؤكد أن كل الأمور على ما يرام لا تعطي الدفء للناس الذين لم يعد يعنيهم الكلام وإنما يريدون اقترانه بالأفعال.
والأمر لا يتعلق فقط بالتدفئة المنزلية وإنما أيضاً بأرتال السيارات ووسائط النقل الجماعية التي تقطع الطرقات وتعوق حركة المرور أمام محطات الوقود.. وأيضاً بالمصانع وورش العمل.
فهل ما يعيشه المواطن أوهام يقظة أم أنه يعاني أزمات ونقص مواد واحتكاراً وجشعاً وارتفاع أسعار؟ أو ربما سقف تصريحات المسؤولين قد ارتفع والناس ضاعت بين الواقع الذي تعيشه وكلام يصدر من هنا وهناك؟
لا شك أن كل مواطن بات يدرك تماماً التخريب والنهب والسرقات التي تعرضت لها قطاعات واسعة من الانتاج في بلدنا ولكن نسأل مع كل مواطن اذا كانت مادة المازوت على سبيل المثال غير متوفرة فكيف اذاً تصل إلى السوق السوداء؟ وكيف تتوفر بأسعار تكوي القلوب قبل الجيوب؟
اذاً.. ما بين احتكار وجنون أسعار يعيش المواطن السوري بين وعود وكلام له فعل التخدير.. فهل المشكلة بالأسعار وبالتوزيع.. أم بعشوائية التنفيذ والمتابعة.. أو بفئة من تجار الأزمة تشتري وتبيع بهموم الناس كما يحلو لها ولجيوبها؟
المطلوب, الآن قمع الاحتكار وحماية الناس من جشع وطمع من يخالف ويتلاعب بكل احتياجات المواطن .. يكفينا أزمات فالمواطن ما عاد يحتمل.
صحيفة تشرين – سناء يعقوب
.
.