الرئيسية / نبض الشارع / المسؤولية.. واجب وطني

المسؤولية.. واجب وطني

المسؤولية.. واجب وطني

المسؤولية.. كلمة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الكبيرة والعميقة، والإحساس بها ما هو إلا دليل على إدراك ووعي وتربية ونضج الشخص الذي يتمتع ويتميز بتحملها، فهي شعور يولد وينبع من داخل الإنسان وينعكس عملاً والتزاماً تجاه قضايا مجتمعه على اختلاف أشكالها ومسمياتها.
في كل يوم ومع إطلالة كل صباح، تصادفنا في البيت والطريق، في المدرسة والمؤسسة والجامعة وغيرها من الأماكن أشياء ومشكلات قد تتحول إذا أشحنا الوجه عنها وتركناها تتراكم شيئاً فشيئاً إلى تشاؤم ويأس وكابوس يؤرقنا.. وقد تنقلب وتهون تدريجياً إذا بدأ كل منا بذاته وساهم في إيجاد الحل الذي يخفف من وطأتها, كالمساهمة في الأعمال التطوعية والمشاركة في حملات تنظيف البناء والحي والمدينة مثلاً، أو في توعية الأشخاص الذين يحاولون التعدي على الخدمات العامة كهدر المياه أو اللعب بالكهرباء وغيرها من المشاركات والمساهمات التي تعود بالنفع على الفرد وبيئته ومحيطه ومجتمعه، وتخفف ولو قليلاً من منعكسات الأزمة الفكرية والنفسية والاجتماعية و أخطرها الأخلاقية، لأن انعدامها يعني تفشي الفساد، وانتشار الأمراض الاجتماعية المختلفة التي تتحول إلى أوبئة في حال تملكت عقول الأجيال القادمة وامتلأت بها نفوسهم وضمائرهم.
هذه الأجيال التي يجب علينا كأهل ومربين ومعنيين ومختصين، ألا نتركها عرضة لمفرزات تلك الأزمة تأخذهم إلى حيث تريد وأنّى تشاء، وأن نعمل كل بدوره على تحمل مسؤولية تربيتهم وتوعيتهم، وزرع في نفوسهم المبادئ والقيم المجتمعية، ومفاهيم التسامح، وتعليمهم أن الشارع والمدرسة والجامعة ومكان العمل والماء والكهرباء وغيرها من الممتلكات العامة هي أمانة في أعناقهم وعليهم صون الأمانة والمحافظة عليها، وعدم السماح لأي كان العبث بها أو تخريبها، و بث الروح الوطنية والإحساس بالمسؤولية في نفوسهم، وإذا ما تحققت تلك المعادلة بجميع أطرافها، فنعتقد بأننا سنكون على الطريق الصحيح الذي سيصل بأجيال الحاضر والمستقبل إلى قمة الحس الوطني، الذي سنعيد من خلاله أعمار البشر والحجر.

دمشق – تشرين – الهام العطار

 

Slider-Banner-Default-Image

.

.

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

نبض الشارع-نبض المجتمع

الصمت أو الترجل !!

فوضى الأسعار وقفزاتها البهلوانية أفقدت الناس نظرهم بوهجها الحارق الذي غطى موجات الحر غير المسبوقة في هذه الأيام من السنة نتيجة اشتعال الدولار الذي يحرق الأخضر واليابس ويكسر كل الحسابات ويقلب الطاولة على كل السياسات الاقتصادية المتبعة ماذا يحدث، وكيف حدث ذلك؟؟