تعاون استخباراتي أمريكي ـ بريطاني ـ إسرائيلي ضد إيران
أظهرت وثائق جديدة أن وحدة جمع المعلومات في الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي «أمان» و«وحدة 8200» تعاونت مع الأجهزة الأمنية الموازية لها في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في موضوع جمع المعلومات وتعقب القيادة الإيرانية.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذه المعلومات نشرت في وثائق سرية لوكالة الأمن القومي الأمريكي مؤخراً بعد أن سربها المسؤول السابق في الوكالة إدوارد سنودن لموقع «أنترسية»، وتوثق هذه الوثيقة عام 2013 بشكل جزئي النشاطات الاستخباراتية المشتركة لكل من الولايات المتحدة وبريطانيا و«إسرائيل» ضد إيران.
وكتبت الوثيقة الداخلية في فترة المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي الجنرال كيث إليكسندر، وهي تتناول نشاطات الوحدة الإسرائيلية في فترة المسؤول السابق عن وحدة 8200 الجنرال نداف تسفرير، وجهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال الجنرال أفيف كوخافي، وكان وراء كتابة الوثيقة رئيس قسم إيران في قطاع الشرق الأوسط ضمن مديرية الـ«سيغينت» وهو جهاز استخبارات الإشارة في الوكالة الأمريكية.
وبحسب الوثيقة، التقى خبراء من «وحدة 8200» ووكالة الأمن القومي الأمريكية في كانون الثاني 2013 في ورشة تقديرات حول موضوع القيادة الإيرانية، وخلال الورشة تم لأول مرة إجراء محادثة مباشرة ثلاثية حول الموضوع وذلك بمشاركة ممثلين أمريكيين وإسرائيليين وبريطانيين.
ويظهر في الوثيقة أيضاً حاجة وجود محادثات مشتركة وذلك بعد أن نضجت العلاقات الخاصة بين «وحدة 8200» الإسرائيلية ووكالة الأمن القومي الأمريكي «NSA» والوحدة البريطانية الموازية بحيث إن كل واحدة منها قد اعترفت بأهمية وجود اتصال مباشر بين الوكالات الثلاث.
وأشار كاتب الوثيقة أن العلاقات الثلاثية قد حددت فقط بموضوع القيادة الإيرانية وأنها تستخدم من أجل فحص فكرة اتصال مباشر كهذا حول الموضوع.
وأظهرت الوثائق أن الاستخبارات البريطانية أيدت منذ زمن بعيد وجود اتصال مباشر مع كل من «وحدة 8200» الإسرائيلية و «NSA» الأمريكية بشأن الهدف الإيراني.
وكبديل لعلاقات مباشرة بين الوكالات الثلاث وافقت وكالة الأمن القومي الأمريكي «NSA» والمخابرات البريطانية على التعاون لتبادل المعلومات التي تصلها بشكل منفرد من «وحدة 8200» الإسرائيلية.
ويظهر من الوثائق أن التعاون الاستخباراتي الأمريكي ـ البريطاني ضد إيران حمل إنجازات في العديد من المناسبات من بينها المحادثات النووية التي تقودها الدول الست العظمى ضد إيران، والهجوم الإيراني على السفارة البريطانية والكشف عن فيروس «فلييم» الذي استخدمته إيران في السنة نفسها وهاجم حواسيب في بلادهم، وفي عام 2013 تم إعلام مخططي حالات الطوارئ في الاستخبارات الأمريكية والبريطانية حول احتمال حدوث أزمة مع إيران.
وأشارت وثيقة وكالة الأمن القومي الأمريكي أن الهجمات الإيرانية التي بدأت في شهر آب 2012 ضمن حملة ضد شركة النفط السعودية «آرامكو» كرد على عمليات غربية ضد المنظومة النووية الإيرانية, ولم تملك وكالة الأمن القومي الأمريكية أي معلومات حول هذه الهجمات وحول وجود خطط إيرانية لضرب أهداف أمريكية أو بريطانية، إلا أنه لم يتم نفي احتمال تنفيذ العمليات وخاصة على ضوء الضغط الدولي على طهران.
.
.