«داعش» و«القاعدة» يتنافسان على تبني هجوم «شارلي إيبدو»
زعماء أوروبيون ينزلون إلى شوارع باريس ضد الإرهاب
تضامناً مع ضحايا الإرهاب، وتلبية لدعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، سيشارك القادة الأوروبيون اليوم الأحد في مسيرة جمهورية إلى جانب مئات آلاف الفرنسيين، في الوقت الذي لا تزال فيه ردود الأفعال العالمية المستنكرة للهجمات التي استهدفت باريس خلال الأيام الماضية.
وسيشارك في هذه المسيرة، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو ورئيس مجلس أوروبا دونالد توسك ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ورؤساء حكومات السويد والنرويج والبرتغال والدانمارك وبلجيكا وهولندا ومالطا وفنلندا ولوكسمبورغ.
إلى ذلك وخلال مؤتمر صحفي أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أم بلاده تخوض حرباً ضد الإرهاب وليس ضد الدين الإسلامي، موضحاً أن على فرنسا الدفاع عن علمانيتها.
وقال: يجب أن تكون هناك رسالة صارمة من قلبنا لنلتف حول مبادئ العلمانية، مضيفاً: على الجميع تحمل مسؤولية ما حدث وتعرف أن التهديد لا يزال موجوداً مشدداً على وجوب مواجهة الدولة للأحداث لأنها دولة قانون.
وتحسباً لأي اعتداءات إرهابية، أعلنت فرنسا الإبقاء على خطة مكافحة الإرهاب عند المستوى الأعلى الذي رفعت إليه في الأيام القليلة الماضية وذلك لوجود مخاطر وسط ملاحقة أجهزة الأمن لزوجة محتجز الرهائن في متجر للأطعمة اليهودية أمس الأول.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أمس الإبقاء خلال الأسابيع المقبلة على خطة مكافحة الإرهاب المطبقة في باريس وضواحيها، والتي رفعت الأربعاء الماضي إلى أعلى مستوى على أن يتم تعزيزها على إثر الهجمات التي وقعت في الأيام الأخيرة.
وقال كازنوف في ختام اجتماع أزمة في قصر الإليزيه: إنّه تمّ اتخاذ كلّ التدابير حتى تجري هذه التظاهرة في الخشوع والاحترام والأمن مع توقع مشاركة أكثر من مليون شخص في التجمع الرامي إلى تأكيد الحرية والديمقراطية في مواجهة الإرهاب.
ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن السفارة الفرنسية في واشنطن قولها: إنه وتزامناً مع المسيرة الجمهورية التي ستنظم في باريس والتي سيشارك فيها الكثير من قادة أوروبا من المقرر أن تكون هناك مسيرة صامتة في واشنطن بعد ظهر اليوم يشارك فيها سفير فرنسا جيرار ارو.
بدورها قالت سيفيرين بواتييه وهي إحدى المسؤولات عن تجمع «شارلي ايبدو» في مونتريال: إنه وتضامنا مع المسيرة التي ستجري في باريس اليوم فإن مسيرة صامتة ستجري في مونتريال وتنتهي أمام القنصلية العامة لفرنسا.
وأشارت إلى أن الجالية الفرنسية التي تقدر بمئات الآلاف في مونتريال ستشارك في هذه المسيرة، وفي اوتاوا ستنظم مسيرة بعد الظهر للغرض نفسه.
وفي مدينة كيبيك وجهت مجموعة من الطلاب دعوة إلى التجمع حيث من المقرر أن يشارك مئات الأشخاص في التجمع بين البرلمان في المقاطعة الفرنسية الكندية وقنصلية فرنسا بينما أكدت القنصلية الفرنسية أيضاً في فانكوفور تنظيم تجمع مماثل.
على صعيد متصل تبارى تنظيما «داعش» و«القاعدة» في تبني الهجوم على الصحيفة الفرنسية «تشارلي إيبدو»، ففي حين كان تنظيم «داعش» سباقاً في إعلان مسؤوليته عن الهجوم إلا أن تنظيم «القاعدة» أحال التأخر في الإعلان عن التبني لأسبابٍ أمنية, و أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن عن مسؤوليته عن الحادثة التي أسفرت عن مقتل اثني عشر شخصاً، وأوضح على لسان أحد متزعميه وهو حارث النظاري أن ما يسمى تنظيم «جند الله» لقّن الفرنسيين درساً بسبب اهانة النبي محمد (ص) على حد زعمه.
وكان «داعش» قد تبنى في وقت سابق الهجوم حيث أعلن ما يسمى «مسؤول أئمة وخطباء» التنظيم الإرهابي أبو أسعد الأنصاري أن عمليات فرنسا هي رسالة لكل دول التحالف الدولي ضد «داعش» متوعداً كلاً من بريطانيا والولايات المتحدة بعملياتٍ مماثلة على أراضيها.
يذكر أن فرنسا وعاصمتها باريس تحديداً شهدت ثلاثة أيام عصيبة في مطاردة مع الإرهاب العائد إليها حصدت 17 قتيلاً فرنسياً وثلاثة إرهابيين مع تهديدات بتكرار العملية في عواصم غربية أخرى من قبل تنظيم «داعش».
وبحسب المتابعين فإن هذه العمليات تشكل ارتداداً طبيعياً للإرهاب الذي طالما دعمته حكومة فرانسوا هولاند وغيرها من الحكومات الغربية إضافة إلى أدواتها في المنطقة نظام رجب طيب أردوغان وممالك ومشيخات الخليج التي ساهمت بشكل مباشر في دعم وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية على مدى السنوات الماضية وسمحت لعشرات الآلاف من الإرهابيين من دولها وغيرها من دول العالم بالانضمام إلى صفوف هذه التنظيمات.
.
.