الرئيسية / مقالات متنوعة / سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي
سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي

سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي

 سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي

إذا كانت (الفوضى الخلاقة) التي ابتكرتها إدارة بوش الابن باسم (الحرب على الإرهاب) عام 2001 واستمرت إدارة أوباما بتنفيذ خططها في الشرق الأوسط كله وخصوصاً في العالم العربي فإن إسرائيل بدأت في السنوات الثلاث الماضية بإعداد مطالبها الاستراتيجية من نتائج سياسة «الفوضى الخلاقة» بعد أن عادت واجتاحت العراق واقتربت من حدود الأردن وحدود سورية في الشمال.
وأول هذه المطالب إعادة تقسيم جميع الدول المجاورة لحدود إسرائيل بما في ذلك العراق الذي تفصله عن إسرائيل المملكة الأردنية ففي داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) تأسست مجموعة برلمانية تزيد حتى الآن على 45 عضواً من 120 من مختلف الأحزاب اليمينية وأطلقت على نفسها اسم (كتلة أنصار الدعوة لإسرائيل الكبرى) وتضم أعضاءً من حزب الليكود – إسرائيل بيتنا وكذلك حزب البيت اليهودي الذي ظهر من تجمع لعدد من السياسيين المتدينين الصهيونيين وأصبح لديه 12 مقعداً ويشارك بأهم وزيرين في مجال الاستيطان في حكومة نتنياهو.
فهذا الحزب هو الذي كان الداعي لإنشاء «كتلة أنصار إسرائيل الكبرى» ووزير الاستيطان أوري أريئيل رأس الحربة فيها. والمعروف أن آرييه ايلداد عضو كنيست سابق من تيارات حزب البيت اليهودي وأريئيل كانا قد حددا خريطة إسرائيل الكبرى ومن ضمنها جميع أراضي الأردن حتى حدود العراق ووضعاها في مكاتبهما.

وفي هذه الأوقات نشر آرييه ايلداد مقالاً في صحيفة هآرتس أمس تحت عنوان: «على إسرائيل ألا تساعد الأردن إذا اجتاحته مجموعات داعش» يطلب فيه أن تستغل إسرائيل الظروف التي أتاحت للمجموعات الإسلامية التي تستهدف سورية والعراق والأردن وفي مقدمها داعش وتبدأ بإعداد نفسها لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من البحر المتوسط حتى حدود العراق طالما أن التقسيم الذي تخططه واشنطن للمنطقة لن يكون بالاستناد إلى الخلفيات الوطنية التي استندت إليها اتفاقية (سايكس بيكو) عام 1916.
فإسرائيل ترى أن الدعوات لتقسيم العالم العربي وخصوصاً في العراق وسورية ولبنان والأردن تستند إلى عاملين أحدهما (ديني طائفي وآخر إثني قومي) وهذا يعني أن السنة في العراق ستكون لهم دولة وللشيعة دولة وللأكراد دولة.. ويرى ايلداد أن فلسطين التي تحددت خريطتها السياسية عام 1916 في سايكس بيكو كانت تمتد من البحر المتوسط حتى حدود العراق أي أن الأردن الراهن وأراضيه كانت جزءاً من فلسطين التي وعد (بلفور) اليهود بها عام 1917. ويضيف ايلداد في مقالات سابقة إن تقسيم دول المنطقة بالاستناد إلى الطوائف سيجعل سكان الأردن كتلة سنّية يمكن تحريكها إلى أي كيان سني تتجمع فيه السنة وتعلن دولتها السنّية وهذا ما يوفر لإسرائيل كدولة يهودية أن تمد سيادتها على كل فلسطين بموجب سيادة إسرائيل على أراضي الأردن نفسها.
أما الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة فيمكن أن يكونوا جزءاً من (الدولة السنّية) سواء في مصر لسكان قطاع غزة أو في العراق لسكان الأردن وفلسطين لتعزيز قدرات هذه الدولة أم الدولة الشيعية في بقية العراق والدولة الإيرانية في الوقت نفسه.
ويتفق مع هذه التصورات الإسرائيلية وسيناريوهات (كتلة أنصار إسرائيل الكبرى) ما أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان حين قال إن قضية فلسطين سيجري حلها مع الدول العربية وبعد الحلول التي ستتوصل إسرائيل إليها مع الدول العربية والمقصود مع «طبيعة الخريطة السياسية التي تريد واشنطن وتل أبيب تقسيم المنطقة بموجبها».
فواشنطن وإسرائيل تنشغلان الآن بخلق الظروف التي تفرض خريطة تقسيم (دينية طائفية إثنية) على دول المنطقة بدءاً من العراق بعد فشلها وتعثرها في سورية خلال السنوات الثلاث الماضية.. ولذلك كان من الطبيعي أن تتوحد مختلف القوى الوطنية والقومية التي تؤمن بالمقاومة لمناهضة هذا المشروع الذي يسعى إلى تفتيت الأمة العربية وشعوب المنطقة.

صحيفة الوطن السورية – تحسين الحلبي

 سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي

سايكس بيكو الأميركي الإسرائيلي

.

.

 

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

انزلوا عن الشجرة أو استعدوا للأسوأ

انزلوا عن الشجرة أو استعدوا للأسوأ   الساعات تمر، والاستعراض السعودي مستمر على الشاشات بطولاتٍ ...