«صندي تايمز»: قطر تموّل الإرهاب بحصانة دولية
عند التفكير في قطر لا يأتي إلى الذهن الكثير من الأفكار سوى شركة طيران فاخرة وهيبة ملكية ذات الأصول الغربية واحتمال استضافة كأس العالم لعام 2022, هكذا تصف صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية مشيخة قطر في سياق إشارتها إلى دور الدوحة في تمويل الإرهاب ودعمه.
و قالت الصحيفة في مقال لها: قطر والتي تعتبر اسمياً جزءاً من «التحالف الدولي» ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، تقول إنها ستعاقب جميع المؤسسات الخيرية التي ترسل أموالاً للمتطرفين الإسلاميين، إلا أن وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين اتهمها بالتقاعس عن القيام بذلك، بقوله: هل تلك الدويلة الخليجية غنية كفاية بحيث يمكنها أن تمول بحصانة؟.
سؤال يضع علامات استفهام كثيرة حول الأموال القطرية المنتشرة حول العالم ومدى تأثيرها في منح المشيخة النفطية الحصانة التي ألمح إليها كوهين، وفي هذا السياق بينت الصحيفة أن «هيئة الاستثمار القطرية و قطر القابضة» حصلت على محفظة واسعة من الممتلكات في جميع أنحاء أوروبا بلغت قيمتها 100 مليار جنيه، موضحة أنه في المملكة المتحدة تشمل الممتلكات القطرية محلات «هاوردز وشارد والحديقة الأولمبية وثكنات تشيلسي»، بالإضافة إلى حصص كبيرة في البورصة و«سينسبري»، أما في ألمانيا، فتعتبر هيئة الاستثمار القطرية المساهم الرئيسي في «دويتشه بنك» ومجموعة «فولكس واغن» وشركتي «هوكتيف وسيمنز»، وفي فرنسا تملك قطر متجر «برينتيمبس وباريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم».
وأكدت أن تلك الاستثمارات التي تقوم بها قطر لا تؤثر عليها، فهيئة الاستثمار القطرية تجدد مواردها مع 19 ملياراً و25 مليار جنيه سنوياً من مبيعات الغاز السائل الطبيعي، حيث تعتبر قطر أكبر مصدر له في العالم، ولها أيضا 25 مليار برميل من احتياطي النفط الخام، وشددّت «صنداي تايمز» على أن هناك أدلة تثبت ارتباط قطر مع «داعش» الإرهابي الذي يشن حملات إبادة جماعية، وكيف يتم إرسال الأسلحة والمال بطريقة أو بأخرى، وأضافت: هذه العلاقة تعتمد على وسطاء غامضين، إذ هناك ربط غريب بين منظمة خيرية وكرة القدم والإرهاب، مدللة على ذلك بقول وزارة الخزانة الأمريكية العام الماضي إن الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم في قطر والذي يدعى عبد الرحمن عمير النعيمي هو ذاته مؤسس «الكرامة» وهي منظمة لحقوق الإنسان، وهو أيضاً كان الممول الرئيسي لعمليات «القاعدة» الإرهابية، كاشفة أنه أحد المقربين من أحمد دقي، الذي كان محظوراَ من دخول الإمارات لمحاولته تأسيس حزب إسلامي أثناء تشغيل معسكر تدريب إرهابي في سورية.
كما بينت أن الدوحة هي أيضا موطن لعلي محمد الصلابي الإرهابي الأكثر تأثيراً في ليبيا، مشيرة إلى أن قطر تدعم الميليشيات المسماة «فجر ليبيا»، وهي عصابة مسلحة استولت مؤخراً على العاصمة الليبية طرابلس وأشعلت النار في المطار الرئيسي، وختمت «صنداي تايمز» مقالها بالتأكيد أن قطر تدعم بنشاط المجموعات الإرهابية وبعض مواطنيها و ضيوفها يقومون بتمويل المنظمات الإرهابية بحصانة.
.
.