وجه أمريكي لم يعرفه الكثيرون
فضيحة «سي آي إيه» حول تعذيب المعتقلين تقابل بإدانة دولية واسعة
أعاد تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذي كشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» استخدمت وسائل استجواب عنيفة وغير فعالة بحق معتقلين مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، إحياء الجدل حول التعذيب وأثار موجة استنكار واسعة في العالم وصلت إلى حد المطالبة بإطلاق ملاحقات جنائية.
فقد توالت ردود الفعل المستنكرة لأساليب التعذيب الهمجية التي تستخدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية في استجواب مشتبه فيهم بالإرهاب والتي كشف عنها مجلس الشيوخ الأمريكي كما أن هذا التقرير فتح شهية دول ومنظمات ووسائل إعلام لفضح سياسات الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وتتصرف على عكس ذلك.
فقد أدانت كوريا الديمقراطية الممارسات الأمريكية وطالبت مجلس الأمن الدولي بإدانة الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية عن متحدث باسم وزارة الخارجية تساؤلاته: لماذا يغض مجلس الأمن النظر عن ممارسات التعذيب اللاإنسانية التي انتهجتها وكالة الـ«سي آي إيه»؟ ولماذا يغض النظر أيضاً عن الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان ووحشية رجال الشرطة الأمريكيين البيض أثناء إطلاقهم النار وخنقهم الرجال السود حتى الموت؟.
وشدّد المتحدث على أنه إذا أراد مجلس الأمن الدولي معالجة قضية حقوق الإنسان في كوريا الديمقراطية مع غضه الطرف عن القضايا الخطرة لحقوق الإنسان في الولايات، فإن المجلس سيثبت بأنه تحول إلى أداة بيد الولايات المتحدة لتنفيذ الممارسات التعسفية, ولفت المتحدث إلى أن الولايات المتحدة تعد المكائد مرة أخرى لاستغلال مجلس الأمن الدولي لتنفيذ سياساتها العدائية تجاه بيونغ يانغ، موضحاً أن الولايات المتحدة وبعض القوى من مجلس الأمن الدولي السائرة على خطا واشنطن أرسلت في الخامس من كانون الأول الجاري رسالة مشتركة إلى رئيس مجلس الأمن تدعو رسمياً لإحالة قضية حقوق الإنسان في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى مجلس الأمن, وأوضح أن هذا القرار عمل متهور وقح آخر لا يمكن أن تنفذه سوى عصابات مثل الولايات المتحدة التي تستغل الأمم المتحدة بغرض شن العدوان من خلال اتباع ممارسات تعسفية واحتيال كبير، لافتاً إلى وجود نيات خفية لدى واشنطن لابتكار ذريعة لتنفيذ غزو عسكري ضد بيونغ يانغ تحت ذريعة قضية حقوق الإنسان مذكراً بسابقة خطرة في اختراع ذريعة لإشعال حرب عدوانية على أساس بيان كاذب أدلى به وزير الخارجية الأمريكية الأسبق بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل في مجلس الأمن الدولي قبل 11 عاماً تتكرر الآن.
وفي إدانة أخرى وصف وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني في تصريحات متلفزة أساليب الاستخبارات الأمريكية بـ«الغير مقبولة» ولا تتوافق مع الديمقراطية والقيم، بينما طالب المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو هوه بمحاسبة المتورطين في البرنامج الأمريكي للتعذيب، مضيفاً في تصريح لوكالة «ريا نوفوستي» الروسية: ينبغي على أقل تقدير توجيه اتهامات جنائية ضد مسؤولي الاستخبارات الذين انتهكوا وبشكل واضح القانون الأمريكي وإجراء تحقيق يشمل كبار المسؤولين، مؤكداً أن التقرير يكشف حاجة الولايات المتحدة لإصلاح أجهزة مخابراتها.
من جانب آخر أعلن مكتب المدعي العام البولندي أمس الأول أن حكومته تستعد في الوقت الراهن للطعن في الحكم الصادر عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والذي اتهم بولندا بانتهاك التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان من خلال استضافة سجن سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية في أراضيها.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن المدعي العام أوضح في هذا الصدد أن بولندا تقوم في الوقت الراهن بوضع اللمسات الأخيرة على طلب الطعن والذي سوف يرفع إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإعادة النظر في الدعوى القضائية.
بدورها صحيفة «الغارديان» البريطانية اعتبرت أن عمليات التعذيب التي نفذتها الـ«سي آي إيه» بحق معتقلين احتجزتهم في سجونها السرية ألحقت الخزي والعار بالولايات المتحدة لانتهاكها حقوق الإنسان، مشدّدة على أن التقرير كشف القصة الكاملة والمخزية للأمريكيين أن أساليب التعذيب التي اتبعتها الوكالة الأمريكية مع المعتقلين .
.
.