الرئيسية / الأخبار / الأخبار المحلية / “الدرونز” تخسر نزالها أمام “الجوية”

“الدرونز” تخسر نزالها أمام “الجوية”

“الدرونز” تخسر نزالها أمام “الجوية”


في الأمس خرج الرئيس السوري «بشار الأسد» على إحدى القنوات الإيرانية بالتزامن مع زيارة مسؤول إيراني لدمشق، وكرر على مسامع الأميركيين قوله

بأنّه من غير المسموح لأي دولةٍ في العالم التدخل في الشؤون السورية الداخلية، هذا الكلام لا ينطبق فقط على القطاع السياسي بحسب تصريحات

المسؤولين السوريين، بل أيضاً يتعدّاه ليطبّق على الميدان الساخن، الذي يمرّ هذه الأيام بمخاض عسكري عسير على الميليشيات المتطرفة في سوريا على كل

الجبهات، لكن على وجه الخصوص في ريف اللاذقية الذي فوجئت الميليشات “الأجنبية” التي كانت تسيطر عليه قبل أسبوع من الآن، بسلسلة عمليات عسكرية

نفذتها وحدات الجيش السوري وقوات الدّفاع الوطني لتطهيره من تلك الميليشيات،لتسيطر مبدئياً على تل دورين الاستراتيجي وقريته المحاذية له، ما يبدو أن

“التحالف” سمع “صراخ” تلك المجموعات التي باتت محاصرة في “سلمى” معقل جبهة النصرة وجيش الإسلام والكتائب الشيشانية في الشمال الساحلي، ليقوم مساء الثلاثاء بإرسال طائرة “درونز” علّها تساعدهم في انتشالهم من المأزق الذي حوصروا به.

الدّفاعات الجوية السورية سارعت مساءً لمناورة الطائرة الأميركية من طراز
Predator جيل MQ-1B  أو MQ-1A
وإسقاطها فوق مدينة “رأس شمرة” شمال غرب

مدينة اللاذقية، قادمةً عن طريق البحر “وفق المعلومات الأولية”، حيث تشير
المعلومات الأولية إلى أن الطائرة كانت محمّلة بكافة ذخيرتها بسبب
الانفجارات التي هزّت المدينة بعد إصابتها، بحيث تعد هذه الطائرة من
الطائرات الاستطلاعية والقتالية المتطورة، تتذخر بصواريخ جو – أرض من نوع
(AGM114Hellfire)
بالإضافة لقنابل ذكية من عائلة “GBU”،  كما أنها قادرة

على التحليق لمدة 40 ساعة متواصلة، ماينبئ بأنها انطلقت من مسافة بعيدة
وليس قريبة، كما أن الكتابات التي ظهرت على حطامها تُظهر بأنها تابعة
للاتحاد الأوروبي الطرف الرئيسي في حلف الناتو، بهدف قيامها بتنفيذ مهام
“تجسسية والقتال ذا المدى البعيد.

في الحقيقة هناك عدّة أمور يجب التوقف عندها أمام هذا التطور “الميداني” على الساحة السورية، فطائرات “الدرونز” كما هو معروف أنها ليست هدف سهل على

الدفاعات الجوية، فهذا النوع من الطائرات يعتبر من الأهداف الصغيرة التي تحمل بصمات رادارية تعتبر الأصغر على قائمة الرصد الجوي، وبالتالي فإن قدرة

سلاح الدفاع الجوي السوري على رصدها ومتابعتها بدقة ومن ثم استهدافها بشكل مباشر وإسقاطها “حطاماً”، يعني أن الدّولة السورية مازالت قوية جداً في قطاع

“الدفاعات الجوية”، ويعني أيضاً أنها تملك الأسلحة المتطورة للتعامل مع هذه الأنواع من الطائرات باحترافية، وللتنويه فقط فإن سلاح الدفاع الجوي السوري

كان استقدم منذ عدة سنوات سلاح الـ”بانتسير” أو الملقّب بـ”كلاشينكوف الدفاع الجوي”، وهو نظام بوسعه إطلاق النار في حالة الحركة والتوقف، وبإمكانه

متابعة 20 هدفاً في وقت واحد وإطلاق الصواريخ على 4 منها، وتصل سرعة الصاروخ إلى 1300 م/ث، ويمكنه خلق منطقة اشتباك مع الهدف عن طريق الصواريخ والمدافع

المضادة يصل مداها من ارتفاع 5 أمتار وعلى بعد 200 متر حتى ارتفاع 10 كم
وعلى بعد 20 كم، إضافةً إلى امتلاك الدولة السورية لنظام دفاع جوي أرض- جو
قصير ومتوسط المدى، قادر على مجابهة جميع أنواع التهديدات المعادية سواء
كانت طائرات مقاتلة، مروحيات، طائرات دون طيار أو صواريخ كروز، ويمكنه
تدمير الأهداف البرية والبحرية ذات الدرع الخفيف، وذلك على مدايات تصل إلى
20 كم وارتفاع حتى 15 كم. وهو من نوع “بانتسير” أيضاً.  مايعني أن الدولة
السورية التي تعرضت دفاعاتها الجوية “الثابتة” لم تتأثر كما يظن أعدائها
بأن الأجواء السورية بعد فقدانها لـ”عامودها الفقري الجوي” الذي استهدف
بشكل مباشر من الميليشيات العاملة مع العدو الإسرائيلي في كافة الأراضي
السورية باتت مباحة أمام الطائرات “المعادية”.

من جهة أخرى وتحديداً “إعلامياً”، فإن وصف الإعلام السوري للطائرة المستهدفة بأنها “معادية”، يؤكد عدم التعاون السوري – الأميركي في مكافحة التنظيمات

المتطرفة التي تقاتل في سوريا، فالميليشيات التي تقاتل في ريف اللاذقية وبحسب التصنيف الأميركي هي “معارضة معتدلة” يجري تحضيرها للانضواء تحت جناح

الدولة السورية بعد “إسقاط النظام السوري” المفترض، ويؤكد مدى جدّية الدولة السورية في الحفاظ على سيادتها ضد أي تدخل خارجي حتى لو كان “أميركي”،

بالوقت الذي تشهد الساحة السياسية في سوريا تغيّرات في الموقف الأميركي بعد تصريحات وزير خارجيته «جون كيري» التي استفزت بعض دول التحالف عندما “طلب

الحوار مع الرئيس السوري”، بينما شجّعت أطرافاً أخرى لتُعلن عن موقفها من الأزمة السورية والتي كان آخرها أمس بحضور وفد من الاتحاد الأوروبي إلى

سوريا لـ”فتح باب النقاش مع الجانب السوري” إضافة إلى قدوم وفد عالي المستوى من “الفاتيكان” أيضاً للأمر نفسه.

واشنطن التي التزمت الصمت حتى اللحظة على خبر إسقاط طائرة “الدرونز” فوق
الساحل السوري كما فعلت باقي دول التحالف، وصلت إلى حائط مسدود بسياستها
تجاه الدولة السورية، كون الأخيرة رفضت رفع يديها استسلاماً أمام الجانب
الأميركي وحلفه الدولي بعد أربع سنوات حرب، بل تعدّت ذلك وصعّدت عملياتها
مؤخراً ضد الميليشيات المسلحة بعمليات استخبارية متقنة، أودت بحياة عشرات
القادة والمقاتلين في صفوف الميليشيات المتطرفة التي تقاتل على الأراضي
السورية، خاصة وأن إحدى الغارات قتلت “ضابطاً إسرائيلياً” عاملاً مع ميليشيات
“الحر” في القنيطرة، إضافة إلى فقدان الاتصال مع ثلاثة آخرين من الجنسية
الإسرائيلية وأربعة ضباط أردنيين،  إضافةً إلى ثبات الموقف “الإيراني –
الروسي” تجاه سوريا الذي تميّز وبحسب الاعتراف الدّولي منذ عدّة أيام بقوته
وتماسكه تجاه مايجري في سوريا، كل ذلك يعكس قوة الموقف السوري اليوم على
المستويين السياسي والعسكري، وأن واشنطن تعي اليوم أكثر من أي يوم آخر بأن
الحوار مع سوريا هو الحل الوحيد في إحداث “خرق” ولو بسيط في “الجدار
المسدود”، وهذا بحسب رأينا ما يتم التجهيز له حالياً “تحت الطاولة”، علّهم
ينجحون في اكتشاف الأسباب المقنعة لرفعه إلى فوق الطاولة والنقاش علانية
حول الوضع السوري بناءً على الرغبة السورية.

في المحصلة وقبل أي شيء، يكون الجيش السوري هو أول جيش في العالم يُسقط طائرة أميركية تابعة للتحالف الدولي فوق أراضيه، وهذا بالنسبة للتحالف

الدولي عموماً ولـ”البيت الأبيض” خصوصاً يعني الكثير، ومن جملة الأمور التي يعنيها بأن الدولة السورية اليوم ستذهب للحرب مع الجانب المعتدي “بغض النظر

عن جنسيّته”، في حال تجرئ على الأراضي السورية، وأن قيامها بإسقاط تلك الطائرة يؤكد مدى جهوزية الدولة السورية للذهاب مع واشنطن إلى أبعد من ذلك

فيما لو قررت واشنطن أو التحالف الدولي ذلك، وهذا ما يُثبت ماقاله «الأسد» أمس للتلفزيون الإيراني بـ”أننا ننتظر من الجانب الأميركي فعل”، وأنه “لايهمنا ماقالوا أو ماذا يقولوا .. مايهمّنا هو الواقع كيف يكون”، فعلى ما يبدو

أن الواقع الميداني الذي تحدّث عنه الرئيس السوري «بشار الأسد» وضحت صورته جيّداً بعد إسقاط الطائرة الأميركية.

عربي برس

دفاع جوي-الدفاع الجوي السوري-صواريخ
.
.

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حرائق

إخماد حريق نشب بأراض زراعية في منطقة الكسوة

إخماد حريق نشب بأراض زراعية في منطقة الكسوة