الرئيسية / الأخبار / الأخبار المحلية / المعارك في سورية الى أين ؟
حماة الديار

المعارك في سورية الى أين ؟

المعارك في سورية، الى أين؟؟

منذ ما يقارب السنة كان الوضع في الجبهتين الشمالية والجنوبية في سورية  مختلفاً تماماً لجهة توزّع خرائط السيطرة الميدانية بين الجيش السوري

والجماعات المسلّحة، حيث كانت هذه الجماعات تُحكم سيطرتها على أجزاء واسعة من الأرض وخصوصاً في جبهة حلب وأريافها، حيث كانت وحدات الجيش السوري تنظّم

عمليات دفاعية عن جبهتي المخابرات الجوية شمال مدينة حلب والراموسة في الجنوب الغربي للمدينة بهدف الحفاظ على خط الإمداد الوحيد للجيش السوري

الذي يتصل بخناصر والسفيرة وصولاً الى مدينة السلمية. على هاتين الجبهتين وضعت الجماعات المسلّحة كل ثقلها لتطويق المدينة واختراق جبهات الدفاعية

الأساسية فيها تمهيدًا للسيطرة عليها، هذه العمليات الهجومية حصلت بدعم  لوجستي واستخباراتي واضح من تركيا وقطر بشكلٍ أساسي، فهاتان الدولتان وفّرتا

لهذه الجماعات كل ما يلزمها من وسائط القتال والسلاح والاستطلاع بكل أشكاله، وصولاً الى الإشراف المباشر على التخطيط وإدارة العمليات القتالية.

في الجنوب السوري وتحديداً في درعا والقنيطرة كان لـ”إسرائيل” اليد الطولى في مساعدة الجماعات المسلّحة بكل اشكال المساعدة اللوجستية والنارية
في مساعدة الجماعات المسلّحة بكل اشكال المساعدة اللوجستية والنارية المباشرة، عبر توفير مساحات تحرك لهذه الجماعات في منطقة الفصل وتأمين خطوط

امداد تصل الى العمق “الإسرائيلي” وتوفير التدريب المتقدم والعناية الصحية لجرحى هذه الجماعات. هذا الدعم الذي أدّى الى سيطرة الجماعات المسلّحة على

مناطق وتلال حيوية تعتبر خط الدفاع الأول لوحدات الجيش السوري في مواجهة  الجيش الصهيوني، واستولت على معدات الكترونية هامة كانت تقوم بالرصد
الجيش الصهيوني، واستولت على معدات الكترونية هامة كانت تقوم بالرصد والمتابعة لتحركات جيش العدو، وليس خافياً ما تريده “إسرائيل” في الجولان
والمتابعة لتحركات جيش العدو، وليس خافياً ما تريده “إسرائيل” في الجولان ودرعا لجهة إقامة حزامٍ أمني عريض يوفر لها مساحة أمان أوسع ويُبعد عنها خطر

التماس المباشر مع الجيش السوري والمقاومة.
منذ حوالي الأسبوع، وفي سياق ردّ مباشر وتحت اسم عملية شهداء القنيطرة، نفذّت وحدات من الجيش السوري هجوماً على مثلث دير ماكر – دير العدس – كفرشمس وهو

مثلث ربط وعقدة قتال أساسية يربط محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق ويشكل بقاء سيطرة الجماعات المسلّحة عليه خطراً كبيراً على كامل الامتداد الجغرافي

من هذا المثلث وصولاً الى تخوم دمشق، ويؤمن لهذه الجماعات القدرة اللاحقة على قطع طريق درعا – دمشق. وباستعادة الجيش السوري السيطرة على هذا المثلث

حقق الجيش السوري عنصر استعادة المبادرة والانتقال من الدفاع المتنقل الى الهجوم الساحق، حيث استخدم الجيش السوري للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في

سورية وحدات مشاة كبيرة مدعومة بلواء مدرع ولواء مدفعية ومدفعية صاروخية واستخدم نمط قتال هجين يجمع بين الهجوم بأنساق تقليدية والمناورة بالوحدات

وخصوصاً المدرعة في المنبسطات، وصولاً الى تحقيق عامل الصدمة اعتماداً على قوة نارية كبيرة وعلى عامل الحركة السريعة الذي أدى الى سيطرة الجيش السوري على

عدة تلال وفي فترة زمنية قصيرة سمحت له فيما بعد بالسيطرة على مساحات جغرافية هامة.

ما شهدناه في القنيطرة ودرعا هو الهجمة الرئيسية التي أسّست الى المرحلة  اللاحقة، وهي عزل الجولان عن درعا وهو أمر بات ممكناً من خلال التموضع

الجديد للجيش السوري حيث أمّنت هذه العملية عزل الجماعات المسلّحة في نطاق  جغرافي واسع ومنعت الإمداد عن جماعات خان الشيح وداريا ممّا سيسهّل التعامل

معها لاحقاً والقضاء عليها. في الجولان ودرعا، من المؤكد أنّ العملية اللاحقة ستكون السيطرة على مسحرة وتل مسحرة غرباً وعلى تل الحارة جنوباً، وهو أمر إن

حصل سيجعل فكرة الحزام الأمني في مهب الريح وسيضع “إسرائيل” أمام تحدي مواجهة مجموعات المقاومة بشكلٍ مباشر دون جماعات مسلّحة ولا قوات فصل دولية

كانت تؤمن منطقة الهدنة. وعلى مدى الشهور القادمة ستشهد جبهة الجنوب السوري تحولات كبيرة في الميدان العسكري قد تكون بعض مراحلها عمليات كرّ وفرّ، إلّا

أنّها ستكون في أغلب مراحلها لمصلحة الجيش السوري، وهو أمر لا علاقة له بالمشاعر بقدر ما هو مرتبط بموازين القوى والتحولات السياسية الهامّة وموقف

العديد من الاطراف الدولية والإقليمية في مقاربة الأزمة السورية.
وإن كانت معارك الجنوب السوري قد ذهبت الى شكلٍ آخر من المواجهة سيضع الحرب في سياق مواجهة سترتبط بمقاومة الاحتلال الصهيوني بشكلٍ مباشر، فإنّ معارك

حلب انطلاقاً من وقائع الميدان ومستجداته ستغير ملامح الجغرافيا والمزاج الشعبي في مناطق سيطرة الجماعات المسلّحة ما يؤدي الى تعميم المصالحات بعد

إدراك الناس عقم الاستمرار في الحرب.
معارك اليوم في ريف حلب الشمالي لم تكن معزولة عن جهد مستمر للجيش السوري منذ حوالي السنة تغيرت فيه السيطرة على الجغرافيا بشكل كبير وهو أمر ذكرناه

في اكثر مناسبة. أهمية معارك اليوم انها تسير بسرعة كبيرة وستكون اهدافها المباشرة قطع طريق امداد الجماعات المسلّحة عند الكاستيلو، وستؤمن للجيش

السوري الاشراف والسيطرة على هذا الطريق وصولاً الى اعزاز وما بينهما تحرير  مدينتي نبل والزهراء التي باتت وحدات الجيش السوري على بعد 4 كلم منهما وهي

مسافة لا تعتبر كبيرة خصوصاً أنّ القوات المدافعة عن المدينتين استطاعت  الصمود لفترة طويلة بمواجهة حصار خانق.

العملية التي ينفذها الجيش السوري تزامنت مع هجمات للجيش السوري على محاور عديدة بهدف إشغال الجماعات المسلّحة وعدم السماح لها بالقيام بعمليات دعم

على وجهة الهجوم الرئيسية التي لم تستطع الجماعات المسلّحة تحديدها بدقة، وهو ما يؤشر على حسن التخطيط والاشراف وادارة العمليات التي ينفذها الجيش العربي السوري

إنّ وصول وحدات الجيش السوري لاحقاً الى أعزاز سيؤمن له فصل الجماعات المسلحة في الريف الشمالي الشرقي عن الريف الشمالي الغربي ويقطع عنها خط امداد

رئيسي مما يصعّب على هذه الجماعات الحصول على امدادها، حيث ستعتمد اكثر على خطوط امداد من ارياف ادلب، وهو أمر سيصبح متعذراً اذا ما استكمل الجيش

السوري عملياته في الجنوب الغربي لمدينة حلب باتجاه خان طومان والزربة. في الجانب السياسي ستعجل هذه العملية العسكرية من خطوة المصالحة في الاحياء

الداخلية لمدينة حلب ممّا سينعكس إيجابيًا على الحياة في العاصمة الاقتصادية لسورية، ويعيد تنشيط قطاعات واسعة ويضعها في الإنتاج مرة جديدة من خلال

إعادة تشغيل أكبر عدد من معامل المدينة الصناعية في حلب التي تُعتبر من اكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط.

إنّ السيطرة على قرى باشكوي وحردنتين ورتيان ليس أمراً عابراً ويشكل رأس السهم في تغيير جذري لخرائط السيطرة في ارياف حلب، وسيؤدي الى انهيارات كبيرة في

صفوف الجماعات المسلحة وسيتبعه سقوط متوقع في كفرحمرة والليرمون حيث لن تستطيع هذه الجماعات الاستمرار طويلًا في هذه المناطق بعد إحكام الجيش

السوري سيطرته على بيانون وحيّان وعندان وحريتان، وهي بالتأكيد ستكون الهدف اللاحق للجيش السوري.

ختاماً: إنّ معارك أرياف حلب وكما قلت سابقاً ستلقي بظلّها على كل سورية في  الجانبين العسكري والمعنوي للجماعات المسلّحة وستؤدي الى تسريع التسوية

والحل السياسي، وهو أمر لا أدّعي أنه سيحصل في القريب العاجل، فلا زالت مرحلة الحسم الكامل بعيدة بعض الشيء إلّا أنها يمكن أن تشكّل المدخل لمرحلة

جديدة مختلفة تماماً عن المرحلة الحالية.
سلاب نيوز

 

حماة الديار

حماة الديار

.

.

 

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

حرائق

إخماد حريق نشب بأراض زراعية في منطقة الكسوة

إخماد حريق نشب بأراض زراعية في منطقة الكسوة