الرئيسية / مقالات متنوعة / سورية: الثالثة ثابتة
سورية: الثالثة ثابتة

سورية: الثالثة ثابتة

سورية: الثالثة ثابتة

لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في سورية والحديث عن أهمية السعي إلى حلّ سياسي فيها، وما سبق وعقد من مؤتمرات كـ»جنيف 1» و «جنيف 2»، وما سعت إليه الدول الكبرى الحليفة المعنية بالنزاع وأطرافه، خصوصاً الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، يتقدم مبعوث الأمم المتحدة الى سورية مسرعاً لمناقشة حلّ سياسي ما، أو بناء أرضية له، أو تقديم عروض جدية الى الرئيس السوري، رأس النظام الحالي في سورية كما يسمّيه خصومه.

ستيفان دي مستورا هو مبعوث الامم المتحدة الرقم 3 الى سورية بعد الاول كوفي انان، والثاني الاخضر الابراهيمي… ويبدو انه الأخير.

الأخير لأنّ الكلام هذه المرة يختلف والاندفاع نحو التحدث في الحلّ او التقدم بخطوات أسرع اليه هذه المرة يختلف، والأهمّ أنّ الرؤية والموقف من الأسد يختلف، فدي ميستورا يقول في زياراته وطرحه الاخير في دمشق، إنّ الرئيس الأسد هو المفاوض الأكبر والأساس في هذه الدولة التي رفض المجتمع الدولي التعاطي معها كدولة لا تزال تتمتع بسيادة ورئيس ومؤسسات.

قبل الذهاب الى سورية كان لدي مستورا كلام على قناة «العربية» دعا فيه المعارضة الى الحوار مع الرئيس الاسد، وقال التالي بوضوح والذي لم يتوقف كثر عند مضمونه باعتبار انه قد لا يترجم أو قابلاً للتأويل، وهو: «اتفقت مع الأسد على أنّ الحلّ السياسي يبدأ من قبول المعارضة بما تقبله الدولة لتشكيل جبهة ضدّ الإرهاب، رغم أنّ الدولة هي الأقوى».

هذا الكلام نفسه حمله دي مستورا الى الرئيس الاسد مضيفاً إليه مبادرة تقوم على تجميد القتال في حلب، وخرج يلفت الى ان الأسد أكد انه يدرس الطرح، وأنّ علينا بالتالي أن نتأكد أنه سيتمّ تنفيذ الطرح لأنّ البديل هو المزيد من المعاناة، وهناك خاسر واحد فقط يتمثل بفقدان الأمل والسلام في المنطقة

هذا الكلام هو تفاؤل حقيقي من قبل دي ميستورا في تعليقه على ردّ الأسد ومبادرة جديرة بالبحث كتعليق للأسد على كلام دي ميستورا.

وعليه تعتبر مصادر مقرّبة من النظام السوري انه اذا كان على الأسد ان يعدّل فيها فسيكون بالنسبة إليه انه طالما تطرح مبادرة دي مستورا الاعتراف بالنظام كشريك في الحلّ وببقاء الاسد رئيساً.

وطالما أنّ المبادرة تحت راية الأمم المتحدة فيجب ان تنطلق من قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخصوصاً ما يتصل بإقفال الحدود امام المسلحين والسلاح استنادا الى القرار 2178.

باتت النوايا الجدية اليوم أقوى إلا أنّ اللافت في الحراك نحو دمشق تقدم دي ميستورا الى منتصف الطريق في هذا التوقيت وبهذه الثقة التي لم يحظ بها أسلافه، وبالتالي فإنّ لهذه الثقة ملاكاً حارساً يترجمها زخماً ضخه الأميركي الى العملية السياسية في سورية، وبالتالي فإنّ هذا التقدم يؤشر إلى أنّ هناك طرفاً يحذر المزيد من التقدم للجيش السوري بعد إنجازاته المحققة التي استطاع استرجاع السيطرة فيها وفرض سيادته، وبالتالي يخشى الأميركي ان يأتي يوم قريب لا يجد فيه ما يمكنه وحلفاؤه التفاوض عليه مع الأسد الذي يأخذ نفسه وجيشه الى تكريس سلطته سلطة شرعية وحيدة معمّدة بدماء جيشه وشعبه من دون منة أحد.

المبعوث الثالث دي ميستورا…

انها الثالثة… والثابتة لسورية.

روزانا رمّال
«توب نيوز»

 

سورية: الثالثة ثابتة

سورية: الثالثة ثابتة

.

.

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

انزلوا عن الشجرة أو استعدوا للأسوأ

انزلوا عن الشجرة أو استعدوا للأسوأ   الساعات تمر، والاستعراض السعودي مستمر على الشاشات بطولاتٍ ...