الرئيسية / مقالات خاصة / جماعة الأخوان في سورية واستمرارية التفكير خارج التاريخ

جماعة الأخوان في سورية واستمرارية التفكير خارج التاريخ

جماعة الأخوان في سورية واستمرارية التفكير خارج التاريخ
د.عدنان عويّد
أصدرت جماعة”الأخوان المسلمون” في سورية بياناً بتاريخ 30/12/2014, يرفضون فيه المبادة الروسية المتعلقة بعقد اجتماع تشاوري بين المعارضة السورية بكل فصائلها مع الحكومة السورية, للوصل إلى حلول يتفق عليها الجميع كي يخرجوا الشعب السوري من معاناته ومأساته التي لم تمر على شعب بالكون حتى هذا التاريخ.
بيد أن المدهش في هذا البيان هو مناشدة الإخوان الشعب السوري برفض هذه المبادرة, كونها على حد ما جاء في بيانهم ضد مصالح الشعب السوري, كونها تريد الحفاظ على بشار الأسد ونظام البعث المستبد.
وبناءً على هذه المناشدة الإخوانية للشعب السوري, تواردت على خاطري مجموعة من الأسئلة هي بحاجة للإجابة عليها من أصحاب البيان ومن سيؤيده وهي:
1- هل سيلبي الشعب السوري دعوتكم كونكم ساهمتم وأيدتم دخول القاعدة وكل العناصر الخارجية ممن يدعون بـ (المهاجرين) إلى سورية؟. وقد أعلن هذه الموافقة بشكل صريح السيد (هيثم المالح) على إحدى القنوات التلفزيونية عندما سئل من قبل من قابله : هل أنتم راضون عن دخول العناصر الإسلامية من العرب والبلاد الإسلامية إلى سورية للقتال مع الفصائل المسلحة ضد النظام. فكان جوابه : (وأين المشكلة في ذلك؟, فهؤلاء كلهم مسلمون وهذه بلاد إسلامية, ثم أليس نظام البعث يقول أمة عربية واحدة.. فهذا يساوي هذا.). مع تأكيدنا بأن الإخوان والنصرة وداعش والقاعدة كلهم يخرجون من عباءة واحدة هي عباءة السلفية الجهادية التكفيرية.
2- هل سيلبي الشعب السوري دعوتكم وأنتم ترفضون في تعاليمكم فكرة الوطنية والقومية, وتعتبرون أن الجنسية لا تتحقق إلا بالعقيدة؟.

وبالتالي فدعوتكم الأممية هي ضد مصالح الشعب السوري المؤمن بعروبته ووطنيته؟!.
3-هل سيؤيدكم الشعب السوري في دعوتكم هذه وانتم من تعتبرون أنفسكم الفرقة الناجية, وكل ما عداكم كفرة وزناديق وأهل ذمة؟. وبالتالي هذا يتطلب من الشعب السوري أن يؤمن بفرقتكم الناجية وسيقوم أصحاب الفرق النارية فيه من علويين ودروز وإسماعيلية وأيزيدية بتغيير طوائفهم من جهة, وسيقوم المسيحية طوعاً بطبيعة الحال بدفع الجزية أو الدخول في الإسلام من جهة ثانية.!!!
4- هل سيرضى الشعب السوري ويوافق على بيانكم بعد سكوتكم كل هذه السنوات الأربعة عن كل الجرائم التي ارتكبتها الفصائل الإسلامية المسلحة بحق الأقليات والمختلفين في الرأي أو الموالين للنظام من قتل وصلب وذبح كالبهائم باسم الحاكمية التي تطالبون بها؟… ثم هل سيرضى الشعب أيضاً عن سكوتكم أمام من سرق النفط والمصانع, وبيعها في تركيا بعلم أردوغوان ألإخواني الذي يساعدكم والحاضن لكم؟… أم أن الشعب سيرى في سرقة بيوته ومحلاته وحلاله غنائم حرب للفصائل المسلحة الإسلامية وغيرها من اللصوص الذين دعموا ثورتكم الميمونة ضد الكفر والزندقة والفساد كما تدعون؟….أم سيرضى الشعب عن ضرب أحياء المواطنين الأبرياء وتدميرها وقتل أطفالهم ونسائهم ورجالهم الذين ظلوا تحت حماية النظام بمدافع (جهنم) وعبواتها من (قناني الغاز وتفخيخ السيارات بإسم فتاوى (التترس)؟…
5- هل سيرضى الشعب السوري عن بيانكم هذا ودعوتكم, وأنتم الذين لم تصدروا بيان استنكار واحد ضد بيع الفتيات في الأزيديات في أسواق النخاسة, أو الترويج لجهاد النكاح.
6- هل سيرضى الشعب السوري عن دعوتكم له بعد أن تبين فشلكم وخيبتكم في مصر وتونس من التجربة الأولى لمشروعكم السياسي؟.
ختاماً أقول: إلا يكفي متاجرة بإسم الشعب السوري, وبإسم الدين الإسلامي وحاكميته, فمسيرة أربعة سنوات من ثورة الدمار والقتل والصلب وقطع الرؤوس وسرقة أموال الشعب العامة والخاصة وغير ذلك من عهر سياسي, كانت كفيلة بأن تجعل الشعب السوري يكتشف كل أوراقكم وادعاءاتكم التي تاجرتم بها بإسمه.
كاتب وباحث من سورية
d.owaid50@ gmail.com

 

د.عدنان عويد

د.عدنان عويد

 

جماعة الأخوان المسلمون

.

.

عن الادارة

إدارة الشبكة - تصميم - تحرير -متابعة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

نقد كتاب (نقض أوهام المادية الجدلية- “الديالكتيك”) 4من5

نقد كتاب (نقض أوهام المادية الجدلية- “الديالكتيك”) للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي. (4 من5) د.عدنان ...